فصل: الآية (32)

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
الصفحة الرئيسية > شجرة التصنيفات
كتاب: الدر المنثور في التفسير بالمأثور **


 الآية 31

أخرج ابن سعد وعبد بن حميد والترمذي وحسنه وابن المنذر وابن أبي حاتم والطبراني وأبو الشيخ وابن مردويه والبيهقي في سننه عن عدي بن حاتم رضي الله عنه قال‏:‏ أتيت النبي صلى الله عليه وسلم وهو يقرأ في سورة براءة ‏{‏اتخذوا أحبارهم ورهبانهم أربابا من دون الله‏}‏ فقال‏:‏ ‏"‏أما أنهم لم يكونوا يعبدونهم ولكنهم كانوا إذا أحلوا لهم شيئا استحلوه وإذا حرموا عليهم شيئا حرموه‏"‏‏.‏

وأخرج عبد الرزاق والفريابي وابن المنذر وابن أبي حاتم وأبو الشيخ والبيهقي في سننه عن أبي البختري رضي الله عنه قال‏:‏ سأل رجل حذيفة رضي الله عنه فقال‏:‏ أرأيت قوله تعالى ‏{‏اتخذوا أحبارهم ورهبانهم أربابا من دون الله‏}‏ أكانوا يعبدونهم‏؟‏ قال‏:‏ لا، ولكنهم كانوا إذا أحلوا لهم شيئا استحلوه وإذا حرموا عليهم شيئا حرموه‏.‏

وأخرج أبو الشيخ والبيهقي في شعب الإيمان عن حذيفة رضي الله عنه ‏{‏اتخذوا أحبارهم ورهبانهم‏}‏ قال‏:‏ أما إنهم لم يكونوا يعبدونهم ولكنهم أطاعوهم في معصية الله‏.‏

وأخرج أبو الشيخ عن قتادة رضي الله عنه ‏{‏اتخذوا أحبارهم‏}‏ اليهود ‏{‏ورهبانهم‏}‏ النصارى ‏{‏وما أمروا‏}‏ في الكتاب الذي أتاهم وعهد إليهم ‏{‏إلا ليعبدوا إلها واحدا لا إله إلا هو سبحانه عما يشركون‏}‏ سبح نفسه أن يقال عليه البهتان‏.‏

وأخرج ابن المنذر وابن أبي حاتم عن الضحاك رضي الله عنه قال ‏{‏أحبارهم‏}‏ قراؤهم ‏{‏ورهبانهم‏}‏ علماؤهم‏.‏

وأخرج ابن المنذر عن ابن جريج رضي الله عنه قال‏:‏ الأحبار من اليهود، والرهبان من النصارى‏.‏

وأخرج ابن أبي حاتم عن السدي‏.‏ مثله‏.‏

وأخرج ابن أبي حاتم عن الفضيل بن عياض رضي الله عنه قال‏:‏ الأحبار العلماء، والرهبان العباد‏.‏

 الآية 32

وأخرج ابن أبي حاتم عن السدي رضي الله عنه في قوله ‏{‏يريدون أن يطفئوا نور الله بأفواههم‏}‏ قال‏:‏ الإسلام بكلامهم‏.‏

وأخرج ابن أبي حاتم عن الضحاك رضي الله عنه في قوله ‏{‏يريدون أن يطفئوا نور الله‏}‏ يقول‏:‏ يريدون أن يهلك محمد صلى الله عليه وسلم وأصحابه أن لا يعبدوا الله بالإسلام في الأرض، يعني بها كفار العرب وأهل الكتاب من حارب منهم النب صلى الله عليه وسلمي وكفر بآياته‏.‏

وأخرج عبد بن حميد وابن المنذر عن قتادة رضي الله عنه في قوله ‏{‏يريدون أن يطفئوا نور الله بأفواههم‏}‏ قال‏:‏ هم اليهود والنصارى‏.‏

 الآية 33

أخرج أحمد ومسلم والحاكم وابن مردويه عن عائشة رضي الله عنها‏.‏ أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال ‏"‏لا يذهب الليل والنهار حتى تعبد اللات والعزى‏.‏ فقالت عائشة رضي الله عنها‏:‏ يا رسول الله إني كنت أظن حين أنزل الله ‏{‏ليظهره على الدين كله‏}‏ أن ذلك سيكون تاما‏؟‏ فقال‏:‏ إنه سيكون من ذلك إن شاء الله، ثم يبعث الله ريحا طيبة فيتوفى من كان في قلبه مثقال حبة من خردل من خير، فيبقى من لا خير فيه يرجعون إلى دين آبائهم‏"‏‏.‏

وأخرج أبو الشيخ عن السدي رضي الله عنه ‏{‏هو الذي أرسل رسوله بالهدى‏}‏ يعني بالتوحيد والقرآن والإسلام‏.‏

وأخرج ابن مردويه والبيهقي في سننه عن ابن عباس رضي الله عنه في قوله ‏{‏ليظهره على الدين كله ولو كره المشركون‏}‏ قال‏:‏ يظهر الله نبيه صلى الله عليه وسلم على أمر الدين كله، فيعطيه إياه كله ولا يخفى عليه شيء منه، وكان المشركون واليهود يكرهون ذلك‏.‏

وأخرج ابن أبي حاتم وابن مردويه والبيهقي في سننه عن ابن عباس رضي الله عنهما قال‏:‏ بعث الله محمد صلى الله عليه وسلم ليظهره على الدين كله، فديننا فوق الملل ورجالنا فوق نسائهم، ولا يكونون رجالهم فوق نسائنا‏.‏

وأخرج سعيد بن منصور وابن المنذر والبيهقي في سننه عن جابر رضي الله عنه في قوله ‏{‏ليظهره على الدين كله‏}‏ قال‏:‏ لا يكون ذلك حتى لا يبقى يهودي ولا نصراني صاحب ملة إلا الإسلام، حتى تأمن الشاة الذئب والبقرة الأسد والإنسان الحية، وحتى لا تقرض فأرة جرابا، وحتى توضع الجزية، ويكسر الصليب، ويقتل الخنزير، وذلك إذا نزل عيسى بن مريم عليه السلام‏.‏

وأخرج عبد بن حميد وابن المنذر عن قتادة رضي الله في قوله ‏{‏ليظهره على الدين كله‏}‏ قال‏:‏ الأديان ستة‏.‏ الذين آمنوا، والذين هادوا، والصابئين، والنصارى، والمجوس، والذين أشركوا، فالأديان كلها تدخل في دين الإسلام، والإسلام لا يدخل في شيء منها، فإن الله قضى فيما حكم، وأنزل أن يظهر دينه على الدين كله ولو كره المشركون‏.‏

وأخرج عبد بن حميد وأبو الشيخ عن أبي هريرة رضي الله عنه في قوله ‏{‏ليظهره على الدين كله‏}‏ قال‏:‏ خروج عيسى بن مريم عليه الصلاة والسلام‏.‏

 الآية 34

أخرج أبو الشيخ عن الضحاك رضي الله عنه في قوله ‏{‏يا أيها الذين آمنوا إن كثيرا من الأحبار‏}‏ يعني علماء اليهود ‏{‏والرهبان‏}‏ علماء النصارى ‏{‏ليأكلون أموال الناس بالباطل‏}‏ والباطل كتب كتبوها لم ينزلها الله تعالى فأكلوا بها الناس، وذلك قول الله تعالى ‏(فويل للذين يكتبون الكتاب بأيديهم ثم يقولون هو من عند الله وما هو من عند الله‏)‏ ‏(‏البقرة الآية 79‏)‏‏.‏

وأخرج أبو الشيخ عن السدي رضي الله عنه في الآية قال‏:‏ أما الأحبار فمن اليهود، وأما الرهبان فمن النصارى، وأما سبيل الله فمحمد صلى الله عليه وسلم‏.‏

وأخرج أبو الشيخ عن الفضيل بن عباس رضي الله عنه قال‏:‏ اتبعوا عالم الآخرة، واحذروا عالم الدنيا لا يضركم بشكره، ثم تلا هذه الآية ‏{‏إن كثيرا من الأحبار والرهبان ليأكلون أموال الناس بالباطل ويصدون عن سبيل الله‏}‏‏.‏

وأخرج ابن المنذر عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله ‏{‏والذين يكنزون الذهب والفضة‏.‏‏.‏‏.‏‏}‏ الآية‏.‏ قال‏:‏ هم الذين لا يؤدون زكاة أموالهم، وكل مال لا تؤدى زكاته كان على ظهر الأرض أو في بطنها فهو كنز، وكل مال أدي زكاته فليس بكنز كان على ظهر الأرض أو في بطنها‏.‏

وأخرج ابن أبي شيبة وابن المنذر وأبو الشيخ عن ابن عباس رضي الله عنهما قال‏:‏ ما أدي زكاته فليس بكنز‏.‏

وأخرج مالك وابن أبي شيبة وابن المنذر وابن أبي حاتم وأبو الشيخ عن ابن عمر رضي الله عنهما قال‏:‏ ما أدي زكاته فليس بكنز وإن كان تحت سبع أرضين، وما لم تؤد زكاته فهو كنز وإن كان ظاهرا‏.‏

وأخرج ابن مردويه عن ابن عمر رضي الله عنهما مرفوعا‏.‏ مثله‏.‏

وأخرج ابن عدي والخطيب عن جابر رضي الله عنه قال‏:‏ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ‏"‏أي مال أديت زكاته فليس كنز‏"‏ وأخرجه ابن أبي شيبة عن جابر رضي الله عنه موقوفا‏.‏

وأخرج أحمد في الزهد والبخاري وابن ماجة وابن مردويه والبيهقي في سننه عن ابن عمر رضي الله عنهما في الآية قال‏:‏ إنما كان هذا قبل أن تنزل الزكاة، فلما أنزلت جعلها الله طهرة للأموال، ثم قال‏:‏ ما أبالي لو كان عندي مثل أحد ذهبا أعلم عدده أزكيه وأعمل فيه بطاعة الله‏.‏

وأخرج ابن أبي شيبة وأبو الشيخ عن سعد بن أبي سعيد رضي الله عنه‏.‏ أن رجلا باع دارا على عهد عمر رضي الله عنه فقال له عمر‏:‏ احرز ثمنها احفر تحت فراش امرأتك‏.‏ فقال‏:‏ يا أمير المؤمنين أو ليس كنز‏؟‏ قال‏:‏ ليس بكنز ما أدي زكاته‏.‏

وأخرج ابن مردويه والبيهقي عن أم سلمة رضي الله عنها ‏"‏أنها قالت‏:‏ يا رسول الله إن لي أوضاحا من ذهب أو فضة أفكنز هو‏؟‏ قال‏:‏ كل شيء تؤدى زكاته فليس بكنز‏"‏‏.‏

وأخرج أحمد والترمذي وحسنه وابن ماجة وابن أبي حاتم وابن شاهين في الترغيب في الذكر وأبو الشيخ وابن مردويه وأبو نعيم في الحلية عن ثوبان رضي الله عنه قال‏:‏ لما نزلت ‏{‏والذين يكنزون الذهب والفضة‏}‏ كنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في بعض أسفاره فقال له أصحابه‏:‏ لو علمنا أي المال خير فنتخذه‏.‏ فقال ‏"‏أفضله لسان ذاكر، وقلب شاكر، وزوجة مؤمنة تعينه على إيمانه‏.‏ وفي لفظ‏:‏ تعينه على أمر الآخرة‏"‏‏.‏

وأخرج ابن أبي شيبة في مسنده وأبو داود وأبو يعلى وابن أبي حاتم والحاكم وصححه وابن مردويه والبيهقي في سننه عن ابن عباس رضي الله عنهما قال‏:‏ لما نزلت هذه الآية ‏{‏والذين يكنزون الذهب والفضة‏}‏ كبر ذلك على المسلمين وقالوا‏:‏ ما يستطيع أحد منا لولده مالا يبقى بعده‏.‏ فقال عمر رضي الله عنه‏:‏ أنا أفرج عنكم‏.‏ فانطلق عمر رضي الله عنه واتبعه ثوبان رضي الله عنه، فأتى النبي صلى الله عليه وسلم فقال‏:‏ يا نبي الله إنه قد كبر على أصحابك هذه الآية‏.‏ فقال ‏"‏إن الله لم يفرض الزكاة إلا ليطيب بها ما بقي من أموالكم، وإنما فرض المواريث من أموال تبقى بعدكم‏.‏ فكبر عمر رضي الله عنه، ثم قال له النبي صلى الله عليه وسلم‏:‏ ألا أخبرك بخير ما يكنز المرء‏؟‏ المرأة الصالحة التي إذا نظر إليها سرته، وإذا أمرها أطاعته، وإذا غاب عنها حفظته‏"‏‏.‏

وأخرج الدارقطني في الأفراد وابن مردويه عن بريدة رضي الله عنه قال‏:‏ الصالحة التي إذا نظر إليها سرته، وإذا أمرها أطاعته، وإذا غاب عنها حفظته‏.‏

وأخرج الدارقطني في الأفراد وابن مردويه عن بريدة رضي الله عنه قال‏:‏ لما نزلت ‏{‏والذين يكنزون الذهب والفضة‏.‏‏.‏‏.‏‏}‏ الآية‏.‏ قال أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم‏:‏ نزل اليوم في الكنز ما نزل‏.‏‏.‏‏.‏‏!‏ فقال أبو بكر رضي الله عنه‏:‏ يا رسول الله ماذا نكنز اليوم‏؟‏ قال ‏"‏لسانا ذاكرا، وقلبا شاكرا، وزوجة صالحة تعين أحدكم على إيمانه‏"‏‏.‏

وأخرج ابن أبي شيبة وابن المنذر عن جابر بن عبد الله رضي الله عنه قال‏:‏ إذا أخرجت صدقة كنزك فقد أذهبت شره وليس بكنز‏.‏

وأخرج أبو الشيخ عن الضحاك رضي الله عنه في قوله ‏{‏والذين يكنزون الذهب والفضة‏}‏ قال‏:‏ هم أهل الكتاب، وقال‏:‏ هي خاصة وعامة‏.‏

وأخرج ابن الضريس عن علباء بن أحمر‏.‏ أن عثمان بن عفان رضي الله عنه قال‏:‏ لما أراد أن يكتب المصاحف أرادوا أن يلغوا الواو التي في براءة ‏{‏والذين يكنزون الذهب والفضة‏}‏ قال لهم أبي رضي الله عنه‏:‏ لتلحقنها أو لأضعن سيفي على عاتقي‏.‏ فألحقوها‏.‏

وأخرج ابن أبي حاتم وأبو الشيخ عن علي بن أبي طالب رضي الله عنه قال‏:‏ أربعة آلاف فما دونها نفقة، وما فوقها كنز‏.‏

وأخرج ابن أبي حاتم عن السدي رضي الله عنه في قوله ‏{‏والذين يكنزون الذهب والفضة‏}‏ قال‏:‏ هؤلاء أهل القبلة‏.‏

وأخرج ابن أبي حاتم وأبو الشيخ عن عراك بن مالك وعمر بن عبد العزيز رضي الله عنهما‏.‏ أنهما قالا‏:‏ في قول الله ‏{‏والذين يكنزون الذهب والفضة‏}‏ قالا‏:‏ نسختها الآية الأخرى ‏(‏خذ من أموالهم صدقة تطهرهم وتزكيهم بها‏)‏ ‏(‏‏؟‏‏؟‏ ‏؟‏ الآية‏)‏‏.‏